وسط مخاوف الإيزيديين.. ألمانيا ترحّل 50 لاجئاً إلى العراق
وسط مخاوف الإيزيديين.. ألمانيا ترحّل 50 لاجئاً إلى العراق
رحّلت السلطات الألمانية 50 شخصاً من مطار دوسلدورف إلى العاصمة العراقية بغداد، في إطار سياسة الترحيل المتواصلة التي تنتهجها برلين تجاه المهاجرين واللاجئين المرفوضة طلباتهم.
وأكدت وزارة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، الأربعاء، أن 46 من المرحّلين ينتمون إلى الولاية، ومنهم 26 شخصاً مدانون بجرائم جنائية، إضافة إلى ثلاثة آخرين قدموا من دول أوروبية مختلفة، في حين أشرفت الشرطة الاتحادية على ترحيل شخص واحد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضحت متحدثة باسم وزارة شؤون اللاجئين في الولاية أن الأولوية في عمليات الترحيل تُمنح للأشخاص المصنفين بوصفهم خطراً على الأمن العام أو المدانين قضائياً، مؤكدة أن ذلك يندرج ضمن التزام الحكومة المحلية بحماية المجتمع.
وشددت المتحدثة على أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة ترحيلات نُفذت هذا العام، حيث تسعى ألمانيا لتسريع إعادة المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم الأصلية أو إلى دول أوروبية مسؤولة عن ملفاتهم وفق اتفاقيات اللجوء.
ترحيل الإيزيديين يثير الجدل
شملت عملية الترحيل سبعة من الإيزيديين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بسبب الوضع الحقوقي الحرج لهذه الأقلية التي تعرّضت عام 2014 لمجازر وجرائم وصفت بالإبادة الجماعية على يد تنظيم "داعش".
وذكّرت المتحدثة بأن البرلمان الألماني (البوندستاغ) اعترف رسمياً عام 2023 بأن هذه الجرائم إبادة، ما يفرض على ألمانيا "مسؤولية إنسانية خاصة" تجاه هذه الفئة.
وطالبت الولاية مراراً الحكومة الاتحادية بفرض وقف شامل لترحيل الإيزيديين أو إيجاد مسار قانوني يضمن بقاءهم، غير أن الإجراءات القانونية المؤقتة التي فُرضت سابقاً قد استُنفدت، وفق ما جاء في التصريحات الرسمية.
خلفية تاريخية وسياسية
اعتمدت ولاية شمال الراين-ويستفاليا في نهاية عام 2023 قراراً بوقف فوري لترحيل النساء والفتيات الإيزيديات، ومددت العمل به حتى يونيو 2024.
لكن انتهاء هذه المهلة أعاد الملف إلى الواجهة وسط مطالبات منظمات حقوقية وسياسية بضرورة تدخل وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبرينت لإيجاد حل قانوني يحفظ حقوق هذه الأقلية.
وتواصلت الدعوات لوقف ترحيل الإيزيديين باعتبارهم ضحايا جرائم حرب لا يزال تأثيرها مستمراً حتى اليوم.
عمليات ترحيل متكررة
نفّذت السلطات الألمانية في الأشهر الماضية عدة عمليات ترحيل مماثلة، إذ أعادت في يوليو 2025 ثلاثة وأربعين شخصاً من لايبزيغ إلى بغداد، وفي فبراير تم ترحيل سبعة وأربعين آخرين من مطار هانوفر.
ووفق بيانات وزارة الداخلية الاتحادية، بلغ عدد العراقيين المرحّلين عام 2024 نحو 816 شخصاً، منهم 615 أُعيدوا مباشرة إلى العراق، في حين جرى نقل آخرين إلى دول أوروبية مختلفة لاستكمال ملفاتهم.
وتعكس هذه الأرقام نهجاً متشدداً من جانب الحكومة الألمانية في التعامل مع قضايا اللجوء، وسط استمرار الجدل بين الالتزامات الحقوقية من جهة وضغوط الرأي العام والسياسات الأمنية من جهة أخرى.